مع انتشار الشروحات وقصص النجاح التي يحققها بعض الذين اتخذوا من الربح من الانترنيت وسيلة لكسب المال وتحقيق رغبات الحياة، أصبحت كلمة “الربح من الانترنيت” من أكثر الكلمات بحثا بين الشباب العربي، وأصبح التعامل مع الراغبين في الربح من الانترنيت عملا مربحا في حد ذاته، فهناك من يصرف الأموال تلو الأموال ويجرب طريقة وراء أخرى، وتكون النتيجة في الأخير الفشل ثم الفشل.
عزيزي القارئ،
لا أريد من خلال هذه المقدمة إحباطك، أو تصوير كسب المال من الانترنيت كأمر مستحيل، بل غرضي من هذا المقال أن أنبهك إلى أن كل شيء ممكن، ولكن بعلم، فالشباب الذي يتلهف وراء الطرق الفاشلة والمتعبة غالبا ما يصاب بالإحباط ويلقي حكما مسبقا، مفاده أن الموضوع برمته كذب في كذب، وما هذه التجارب والشروحات إلا وهم يراد به تضليل الناس.
الأمر ليس كذلك بكل تأكيد، ولكن في المقابل نقر بأن هذا الميدان مليء بالنصابين الذين يلتقطون الحالمين بالغنى في كل مكان، وهؤلاء بمقدورهم ابتكار ألف طريقة لإيهام الناس بوجود أرباح، وفي الأخير يزداد النصاب غنى والحالم فقرا، وهذا تماما مثل الذي يوجد في الحياة الواقعية.
وطالما أننا ذكرنا الحياة الواقعية، فالربح من الانترنيت ما هو إلا وجه آخر لما يمكن أن نراه في حياتنا اليومية، فهذا العالم الافتراضي ليس إلا وسيلة لتسهيل الحياة، وتيسير عمليات البيع والشراء، وتحسين ظروف التواصل بين البائع والمشتري، ومثلما توجد أعمال متعبة وأرباح ضعيفة في الواقع، فكذلك الأمر في الانترنيت تنتشر العديد من وسائل الربح الشاقة جدا، وتكون النتيجة في الأخير أرباحا لا تتعدى دولارات معدودة في الشهر، مقابل جلوس يومي ومستمر أمام شاشة الحاسوب.
إن هذه الطريق بكل تأكيد ليست للأذكياء، وليست للموهوبين الذين يستطيعون أن ينتشلوا أرباحهم بأبسط الطرق وأكثرها ذكاء، وأنا متيقن من أن العديد ممن وصلوا لهذه الفقرة سيقولون: أنا لست ذكيا، وليس لي أية مواهب.
اسمح لي أن أقول لك: إن كنت ممن يقولون ذلك، وأقنعوا أنفسهم بأنهم غير قادرين على فعل شيء، فأرجوك لا تكمل الموضوع وراجع نفسك في أقرب وقت، وإن كنت ممن يؤمنون بعدم وجود إنسان في الأرض بدون فائدة، وأنك تستطيع أن تفعل شيئا لنفسك ولغيرك، فهديتي لك كلمة تكتبها في جوجل، وهذه الكلمة هي Lizzie Velasquez، لتواجهك صورة فتاة انتشر لها فيديو على اليوتيوب، ولقي مشاهدات واسعة ليس من باب الإعجاب ولكن من باب التهكم على قبح شكلها والاستهزاء بها.
فبالله عليك، ألا يكفي أن يستهزئ بالمرء بضع أشخاص، ليفكر في الانعزال عن الناس، وربما التوجه نحو ما هو أدهى وأمر؟ لو كانت ليزي كذلك لانتحرت بصمت، ونسها الناس، ولما ذكرتها لك أصلا كنموذج في هذا الموضوع، لكنها على العكس من ذلك انطلقت من قبح شكلها لتصنع قصة نجاحها، فألفت كتابا كان من الأكثر مبيعا حول العالم، واتجهت نحو الانترنيت لتصنع موقعها الخاص الذي تتحدث فيه عن تجربتها الشخصية، وتشرح لكل الناس في العالم، كيف يمكنهم تجاوز عقدهم ونقصهم وجهلهم وعدم اتساع مهاراتهم… ليحققوا طموحاتهم ويبنوا مستقبلهم.
إن الهدف من هذا المقال كما أشرنا، هو توجيه القارئ إلى أفضل أساليب الربح من الانترنيت، والتي أثبتت نجاحها في الواقع قبل أن تنجح في الانترنيت، فأنا لا أريد منك أن تكون ذلك الشخص الذي يمضي يومه في الضغط على الإعلانات أو النسخ واللصق أو زيارة موقع معين أكثر من 100 مرة في اليوم… كل هذا مما لا أريد منك فعله، بل أريد منك أن تعرف أن وقتك من ذهب، وأن جهدك من ذهب، وأبسط شيء تعرفه في الحياة يمكن أن يكون سببا في تحقيق نجاحك في العمل عبر الانترنيت.
من هذا المنطلق سأحاول من خلال سلسلة من الشروحات أن أوجه قراء المدونة الراغبين في التوجه نحو ميدان العمل على الانترنيت، إلى مجموعة من الطرق الربحية والمعقولة والمجربة، وسأعمل خلال الأيام المقبلة على شرح هذه الطرق وإثبات الأدلة، والوقوف على أهم المشاكل والعقبات التي يمكن أن تعترض القراء في هذه المسيرة، وبكل تأكيد فهدفنا من هذا هو نشر ثقافة العمل على الانترنيت بشكل صحيح.
انتظروني في أول طريقة عما قريب.
قبل البدء في الربح من الانترنت عليك معرفة عددا من النقاط
Reviewed by Unknown
on
3:21 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: